التفسير البسيط (صفحة 7490)

وقال صاحب النظم في هذه الآية: أعلم الله أن الذي يفتري الكذب هو الذي لا يؤمن بآيات الله، ثم عطف على هذا قوله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} وفائدة ذلك؛ أن قوله: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ} فِعْلٌ وليس بنعت، وقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} نعتٌ، والفعل قد يكون لازمًا وقد لا يكون، والنعت (?) لا يكون إلا دائمًا، يبين هذا أنه تعالى قال: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121]، ولا يجوز أن يقال: إن آدم عاصٍ وغاوٍ؛ لأن النعت أبلغ من الفعل، ولهذا قال الله: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} أي أن هذا نعت لازم لهم وعادة من عاداتهم، لا فِعْلٌ يزول عن قريب، وهذا كما تقول: كذبت وأنت كاذب، فيكون قولك: أنت كاذب، زيادة في الوصف بالكذب (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015