وقوله تعالى: {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} أي: بأن أخرج قومك (?)، قال أبو إسحاق: (أنْ) هاهنا يصلح أن تكون المخففة (?) التي للخبر، ويصلح أن تكون مفسِّرة (?) بمعنى: أيّ، ولكون المعنى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا} أي (?): أخرج قومك، كأن المعنى: قلنا له: أَخْرِج قومك، ومثل هذا قوله: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} [ص: 6]: (أي امشوا) (?) والتأويل: قالوا لهم امشوا (?)، وإن جعلتها المخففة التي هي للخبر كان المعنى: أرسلناه بأن يخرج قومه، إلا أن الجار حذف ووُصِلتْ (أن) بلفظ الأمر للمخاطب، والمعنى معنى الخبر؛ نحو قولك: كتبت أن قُمْ، وأمرته أن يقوم، إلا أنها وصلت بلفظ الأمر الذي كان للمخاطب، وحُكي القولين عن سيبويه (?).
وقوله تعالى {مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} قال ابن عباس: يريد من الشرك إلى الإيمان (?)، {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}، الأيام: جمع يوم، واليوم