التفسير البسيط (صفحة 6966)

33

أصنع بمشركي قومك، قال المفسرون: الآية تسلية للنبي - صلى الله عليه وسلم -، عما يلقى من سفهاء قومه من الكفر والاستهزاء، بأنه قد قيل لأنبياء قبلك مثل هذا، فاصبر كما صبروا حتى أذيق المستهزئين بك العذاب الأليم كسُنّتي في الكذابين المستهزئين.

33 - قوله تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} الآية، قال ابن عباس (?): يريد نفسه تبارك وتعالى، قال ابن الأنباري (?) وغيره: وصف الله تعالى بالقيام، ليس يراد به الانتصاب (?)، الذي هو من صفة الأجسام، ولكن معناه التولي لأمور خلقه والتدبير للأرزاق والآجال وإحصاء الأعمال والجزاء، كقوله تعالى: {قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18]، أي والباء كذلك (?)، وقد يراد القيام في اللغة (?) ولا يراد به الانتصاب، كما يقال: فلان قائم بأمر الأيتام، يعنون بالقيام الولاية لأمورهم، والمعنى هاهنا: أفمن هو قائم بالتدبير على كل نفس بجزاء ما كسبت، وتلخيصه: أفمن هو مجاز كل نفس بما كسبت، وحكى أبو بكر عن بعض اللغويين أن معناه: أفمن هو عالم بكسب كل نفس واحتج بقول الشاعر (?):

فلولا رجالٌ من قُريشٍ أعِزَّة ... سرقتم ثِيَابَ البَيْتِ والله قائِمُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015