التفسير البسيط (صفحة 6967)

أراد والله عالم، قال أبو بكر: وهذا القول أثبت، قال الفراء (?) وغير: وحذف خبر (من) لميان موضعه، وتلخيصه: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت، كمن ليس بهذه الصفة من الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.

قال الفراء: قد بينه ما بعده إذ قال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} كأنه في المعنى: كشركائهم (?) الذين اتخذوهم، وقال صاحب النظم: جواب قوله: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ} مضمَّن (?) فيما بعده؛ لأنه لما قال: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} صار بدلالته على الجواب كأنه ذكر، كقوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الزمر: 22]، ولم يجيء له جواب حتى قال: {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} فصار هذا يدل على الجواب؛ لأن تأويله: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن قلبه قاس.

وقوله (?): {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} وقع هذا موقع جواب (أفمن) على ما ذكره الفراء في المعنى.

وقوله تعالى: {قُلْ سَمُّوهُمْ} ليس يريد بهذا أن يذكروا أسماءهم التي جعلوها لهم كاللات والعزى؛ لأنه لا يكون في هذا احتجاج عليهم، ولكن المعنى سموهم بما يستحقون من الأسماء التي هي صفات، ثم انظروا هل تدل صفاتهم على أنه يجوز أن يعبدوا أم لا؟ وهذا تنبيه على أنهم مبطلون، لأن المعنى يؤول إلى أن الصنم لو كان إلهًا لتصور منه أن يخلق ويرزق ويحيي ويميت، ولحسن حينئذٍ أن يسمى بالخالق والرازق، فكأن الله تعالى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015