التفسير البسيط (صفحة 6893)

السير، وقد سخرها الله تسخيرًا، وأنشد (?):

سَوَاخِرٌ في سَواءِ اليَمِّ تَحْتَفزُ

وتسخرت دابة فلان، ركبتها بغير أجر، ومعنى تسخير الشمس والقمر، تذليلها لما يراد منها، وهو قوله: {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} أي إلى وقت معلوم، وهو فناء الدنيا.

وهذا معنى قول ابن عباس (?) في رواية عطاء، قال: يريد أن (?) هذا كائن إلى يوم القيامة، وروي عنه (?) أنه قال: أراد بالأجل المسمى: انتهاؤهما في السير إلى درجاتهما ومنازلهما، وهو قول الكلبي (?)، قال: للشمس منازل معلومة، كل يوم لها منزل تنزله، حتى تنتهي إلى آخر منازلها، فإذا انتهت إليه لم تجاوزه ثم ترجع، فهذا الأجل المسمى، وللقمر كذلك.

وقوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْر} معنى التدبير: تصريف الأمر على ما يقتضيه مستدبر حاله في عاقبته، والله تعالى يدبر الأمر بحكمته. {يُفَصِّلُ الْآيَاتِ} أي: يبين الآيات التي تدل على قدرته على البعث، وذلك أنهم كانوا يجحدون البعث، فأُعلموا أن الذي خلق السموات وأنشأ هذه الأشياء ولم تكن، قادرٌ على إعادتهم، وهو معنى قوله: {لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015