التفسير البسيط (صفحة 6874)

110

وهذا الذي قاله أبو بكر إنما هو على مذهب البصريين؛ لأن عندهم لا يجوز إضافة الشيء إلى نفسه وإن اختلف اللفظان (?)، وقال على مذهب الكوفيين: الدار نوع والآخرة جنس، وكانت إضافة النوع إلى الجنس يجري مجرى قولهم: قميص وَشْي، وجبَّة خَزّ إذ القميص من الوشي، فكانت الدار كأنها بعض الآخرة، إذ الآخرة يقع على معان كثيرة {أَفَلَا تَعْقِلُونَ} هذا فتؤمنوا.

110 - قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} الآية، (حتى) هاهنا حرف من حروف الابتداء يستأنف بعدها كما يستأنف بعد "أما، وإذا"، وذلك أن (حتى) لها ثلاثة أحوال: إما أن تكون جارة، أو عاطفة، [أو كانت من حروف الابتداء، وليست هاهنا جارة ولا عاطفة] (?)، وحيث ينصب الفعل إنما ينصبه بإضمار أن، ومما جاء فيه (حتى) حرفًا مبتدأ كقوله (?):

وحَتّى الجِيَادُ ما يُقَدْنَ بأرْسَانِ (?)

ألا ترى أنها ليست عاطفة لدخول حرف العطف عليها، ولا جارة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015