الشيء إذا ظهر، ومنه يقال للبرية: بادية لظهورها وبروزها للناظر، واختلفوا في معنى {بَادِيَ الرَّأْيِ} فذكر أبو إسحاق (?) فيه وجهين:
أحدهما: اتبعوك في الظاهر، وباطنهم على خلاف ذلك.
قال: ويجوز أن يكون: اتبعوك في ظاهر الرأي، ولم يتدبروا ما قلت ولم يتفكروا.
والوجه الأول روى معناه عطاء الخراساني عن ابن عباس (?): في قوله {بَادِيَ الرَّأْيِ} قال: فيما ظهر لنا.
وذكر ابن الأنباري (?) وجهًا آخر، فقال: معناه اتبعك سفلتنا أو سقطاؤنا، فيما يظهر من أمرهم لنا ولغيرنا، أي الذي وصفناهم به من الانتقاص لهم والازدراء بهم ظاهر لجميع من يراهم، وليس ذلك أمرًا يغيب ويغمض فيخالفنا فيه غيرنا.
قال: وإلى هذا المعنى ذهب مقاتل بن سليمان (?)، و {الرَّأْيِ} على هذا من رأي العين، لا من رأي القلب، وكذلك في الوجه الأول الذي ذكره الزجاج، ويؤكد ما ذكره ابن الأنباري من مذهب مقاتل بن سليمان: ما رواه عبد الوهاب بن مجاهد (?)، عن أبيه (?) قال: معناه إلا الذين هم أراذلنا رأي