فقال: {مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ} أي مثل (?) فريق الكافرين وفريق المسلمين. والفريق: الطائفة من الناس.
{كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ} ذكرنا معناه في قوله: {مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ} [هود: 20]، قال قتادة (?): هو مثل ضربه الله للمؤمن والكافر؛ فأما الكافر فصمّ عن الحق فلا يسمعه، وعمي عنه فلا يبصره، وأما المؤمن فسمع الحق فانتفع به، وأبصره فوعاه قلبه وعمل به.
وقوله تعالى: {هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا}، قال الفراء (?): كان حقه هل يستوون، ولكن الأعمى والأصم [والبصير والسميع] (?) كأنهما واحد؛ لأنهما من وصف المؤمن والكافر (?)، وشرح ابن الأنباري (?) هذا الجواب فقال: الأعمى والأصم صفتان لكافر، والبصير والسميع لمؤمن، فرد الفعل إلى الموصوفين بالأوصاف الأربعة، وليس بمحظور (?) عطف النعوت بعضها على بعض بحرف العطف والموصوف واحد، وقد ذكرنا هذا عند قوله: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ} (?)