أحدهما: أن يكون منصوبا على الحال من قولك: القرآن ذلك الكتاب هدى، فيكون حالا من الكتاب، كأنك قلت: هاديا؛ لأن (هدى) جاء بعد تمام الكلام، والعامل فيه يكون معنى الإشارة في ذلك (?).
والثاني: أن يكون منصوبا على الحال من (الهاء) في قوله: {لَا رَيْبَ فِيهِ} كأنك قلت: لا شك فيه هاديا، والعامل فيه معنى ريب (?).
والفراء يسمي الحال هاهنا: قطعا (?)، لأنه قال (?): تجعل {الكتاب} خبرا لـ {ذلك} وتنصب {هدى} (?) على القطع، لأن {هدى} نكرة اتصلت بمعرفة، والنكرة لا تكون دليلا على معرفة.
قال: وإن شئت قطعته (?) من الهاء التي (?) في {فيه}، كأنك قلت: لا شك فيه هاديا.
قال أبو إسحاق (?): ويجوز أن يكون موضعه رفعا من جهات:
إحداها: أن يكون (?) خبرا بعد خبر، كأنه قال: (ذلك الكتاب هدى)، أي قد جمع أنه الكتاب الموعود، وأنه هدى، كما تقول: هذا حلو