التفسير البسيط (صفحة 6190)

والمعني: يجزون السوء، وعلى هذا المعنى عطف قوله: {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}، هذا كلام النحويين من الفريقين في هذه الآية، وكلهم جعلوا الموصول مبتدأ (?)، ويجوز أن تجعله عطفًا على الموصول الأول وهو قوله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى} فكأن التقدير: وللذين كسبوا السيئات جزاء سيئة، فيرتفع الجزاء باللام في الآية الأولى، والباء في (بمثلها) من صلة الجزاء، وحسن النظم من غير إضمار ولا تكلف.

وقوله تعالى: {وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}، قال ابن عباس: يصيبهم الذل والخزي (?) والهوان (?).

وقوله تعالى: {مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ} ما لهم من عذاب الله من مانع يمنعهم {كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ} ألبست (?) {وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ} القِطْع: [اسم لِما (?) قطع فسقط، ويراد به هاهنا بعض من الليل.

قال ابن السكيت: القِطْع] (?) الطائفة من الليل (?)، ومعنى الآية وصف وجوههم بالسواد حتى كأنها ألبست سوادًا من الليل كقوله: {تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60]، وكما قيل في قوله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} [الرحمن: 41] أي (?): أنه سواد الوجوه وزرقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015