وقال الأصمعي: (يقال: خلف فلان عن كل خير، فهو يخلف خلوفًا إذا فسد ولم يفلح (?) فهو خالف وخالفة (?)) (?)، فجاء من هذه الأقوال أن الخالف يكون بمعنى المخالف وبمعنى الفاسد، وكلاهما يجوز في الآية، وقول ابن عباس في هذه الآية: {مَعَ الْخَالِفِينَ} مع الرجال الذين تخلفوا) (?)، يجوز أن يكون من هذا؛ لأن من تخلف عنك فقد خالفك، وقال جماعة من المفسرين: (يريد مع أهل الفساد) (?)، وهذا معنى ما ذكرنا من قولهم خلف فلان: إذا فسد، ومثله خلف اللبن وخلف النبيذ.
وهذه الآية دليل على أن من ظهر منه نفاق وتخذيل لا يجوز للإمام أن يستصحبه في الغزو، اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أمره الله به (?) من مباعدتهم عن الجماعة التي تصحب في السفر وتنصر على العدو من أهل الطاعة (?).
84 - وقوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}، {مَات} (?) في موضع جر؛ لأنه صفة للنكرة كأنه قيل: على أحد منهم ميت، و {أَبَدًا} ظرف لـ {تُصَلِّ}، كأنه قيل: ولا تصل أبدًا على أحد منهم.