وقول من قال: إن هذه الآية ناسخة للآية التي قبلها, ليس بشيء، وهذا يروى عن الحسن وعكرمة (?)، وقال أهل العلم وأصحاب المعاني: هذا غلط؛ لأن الخبر لا ينسخ (?).
وذكر أبو إسحاق الزجاج معنى آخر لهذه الآية هو أليق بما قبلها وهو أنه قال في قوله: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ}: المعنى: وأي شيء لهم في ترك العذاب، أي في دفعه عنهم {وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} (?).
ومعنى هذا الكلام: وأي شيء لهم في ترك عذابهم، أي: إنا وإن تركنا عذابهم يكفيهم من الخسارة في حالتهم أنهم يصدون عن المسجد الحرام، وأنهم حرموا موالاة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولو أراد الله بهم خيرًا ما فعلوا ذلك (?).