التفسير البسيط (صفحة 5549)

وشرح صاحب النظم المذهبين في قوله: {وَمَا لَهُمْ} شرحًا شافيًا فقال: قوله (?): {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} أصحاب العربية اختلفوا في معنى هذه الكلمة وفي قولهم: ما لزيد قائمًا؟ فزعم بعضهم أن قولك: مالك وما لزيد؟ استفهام عن حال أنكرتها، فإذا قلت: ما لزيد قائمًا؟ فكأنك قلت: ما له في القيام؟ أي: أي شيء [له فيه من نفع أو غيره؟ وهذا وجه قول الزجاج (?)، قال: وقال بعضهم: إن قولك: (مالك)، مثل قولك: (لم)، وأصل (لم): (لما)، أي: لأي شيء] (?) كان هذا؟ إلا أنهم إذا جعلوا (ما) مع حرف الصفة في موضع الاستفهام حذفوا ألف (ما) مثل قوله عز وجل: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1]، و {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا} [النازعات: 43]، و {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2].

ثم إنهم قدموا (ما) وأخروا اللام، واللام (?) لا تقوم بنفسها إلا مضافة إلى شيء، فلما تأخرت هاهنا أضافوها إلى (?) الاسم المستفهم عنه، فقالوا: مالك قائمًا؟ بمعنى: لم قمت؟ أو لم أنت قائم؟ واحتجوا بقوله تعالى: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا} [ص: 62] بمعنى: لم لا نرى رجالًا؟ فإذا أضفت اللام إلى المستفهم عنه لم يحتج إلى فعل لدلالة النعت بانتصابه على الفعل مثل قولك: مالك قائمًا؟ وإذا أضفت اللام إلى نفسك وأنت مستفهم فلابد من إظهار فعل يدل على الاستفهام مثل قولك: مالي أراك قائمًا؟، كما قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015