التفسير البسيط (صفحة 5517)

وشرح أبو بكر هذا القول فقال: قوله: {لَا تُصِيبَنَّ} نهي محض معناه: لايقصدن الظالمون هذه الفتنة فيهلكوا فلفظ النهي كأنه للفتنة، وهو للذين ظلموا، ومثله قوله: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ} [النمل: 18] أمرتهم بالدخول ثم نهتهم أن يحطمهم سليمان فقالت: {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ} فلفظ النهي لسليمان ومعناه للنمل، كما تقول: لا أرينك هاهنا، فلفظ النهي لنفسك ومعناه: لا تكونن هاهنا فإني أراك (?).

قال صاحب النظم: تأويل هذا: واتقوا فتنة تصيب الذين ظلموا منكم خاصة (?)، يريد أن في نهيه بقوله: {لَا تُصِيبَنَّ} [إخبارًا أن تلك الفتنة مصيبة (?) للذين ظلموا، كما تقول: اتق بلية لا تصيبن] (?) المتعرض لها، يفهم من هذا أنك أمرت باتقاء فتنة تصيب من تعرّض لها، فقوله: {لَا تُصِيبَنَّ} نهي في موضع وصف النكرة، وتأويله الإخبار بإصابتها الذين ظلموا، يؤكد هذا ما روي في حرف عبد الله: واتقوا فتنة أن تصيب الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015