وأما محل {ذَلِكُمْ} من الإعراب فقال الزجاج: هو رفع على إضمار الأمر، المعنى: الأمر ذلكم فذوقوه، ولا يجوز أن يكون {ذَلِكُمْ} ابتداء، و {فَذُوقُوهُ} الخبر، من قِبلِ أن ما بعد الفاء لا يكون خبرًا للمبتدأ إلا أن يكون المبتدأ اسمًا موصولاً، أو نكرة موصوفة، نحو: الذي يأتيني فله درهم، وكل رجل في الدار فمكرم، فأما: زيد فمنطلق، لا يجوز إلا أن نجعل زيدًا خبرًا لابتداء محذوف، على معنى: هذا زيد منطلق، أي: فهو منطلق، وعلى هذا قول الشاعر (?):
وقائلة خولان فانكح فتاتهم (?)
أي: هؤلاء خولان، وهذا الذي ذكرته معنى قول أبي إسحاق مع شرح أبي علي (?)، وقال غيره: يجوز أن يكون محل {ذَلِكُمْ} نصبًا بذوقوا، كما تقول: زيدًا فاضربه (?).