وقال أبو عبيدة: (هو (?) من قولهم: تحفى فلان بالمسألة أي: استقصى) (?).
وقال ابن الأنباري: ({كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا}، أي: سؤول عنها، والحفي الشديد السؤال، ومن ذلك قول الأعشى (?):
فإن تسألي عني في ربَّ سائلٍ ... حفي عن الأعشى به حيث أصعدا) (?)
وذكر أبو إسحاق القولين وقرب بينهما فقال: ({كَأَنَّكَ حَفِيٌّ} أي: كأنك فرح بسؤالهم، يقال: قد تحفيت بفلان في المسألة (?) إذا سألت عنه سؤالًا، أظهرت فيه المحبة والبر، قال: وأحفى فلان بفلان في المسألة فإنما تأويله: الكثرة، قال: وقيل: {كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا} كأنك أكثرت المسألة عنها) (?)؛ فالقولان راجعان إلى كثرة السؤال؛ لأن العالم بالشيء هو الذي أكثر السؤال عنه حتى تيقنه، واللطيف البار بالإنسان بكثير (?) السؤال عنه