التفسير البسيط (صفحة 5277)

{وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}، {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ}، وقال الأكثرون منهم: {وَالَّذِينَ} مبتدأ، ثم اختلفوا في خبره، فقال قوم (?): خبره محذوف تقديره: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} نعطيهم أجرهم، ودل على هذا المحذوف قوله: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}؛ [لأن فيه معنى التعليل فكان في ذكر العلة ما يغني عن المعلول.

وقال الزجاج: (الذي أختار أن يكون التقدير: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}] (?) منهم) (?)، فعلى هذا الخبر قوله: {إِنَّا}، والعائد إلى المبتدأ محذوف وهو (منهم).

قال ابن الأنباري: (وخص {الْمُصْلِحِينَ} بأن وعدهم حفظ الأجر إذ كان منهم من لم يُصلح فتكاملت آثامه بتضييعه وصايا ربه وإقدامه على تكذيب النبيين ودفع ما يقف على نعته من أمر محمد - صلى الله عليه وسلم -).

قال أبو بكر: (وقال بعض النحويين الراجع إلى المبتدأ قوله: {الْمُصْلِحِينَ}، وتلخيص المعنى: إنا لا نضيع أجرهم فأظهرت كنايتهم بالمصلحين كما يُقال: عليُّ لقيتُ الكسائي. وأبو سعيد رويت عن الخدري (?)، يراد (?): لقيته ورويتُ عنه، وأنشد:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015