التفسير البسيط (صفحة 5253)

فقالت الفرقة الناهية للذين لاموهم: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ}، أي: موعظتنا إياهم {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} والمعنى: أن الأمر بالمعروف واجب علينا، فعلينا موعظة هؤلاء عذرًا إلى الله تعالى) (?)، والمعذرة مصدر كالعذر.

و (?) قال أبو زيد: (عذرته أعذِره عُذرًا ومعذِرةً وعُذرَى) (?)، ومعنى عذره في اللغة (?): قام بعذرهِ، وقبل (?) عذره، يقال: من يعذرني، أي: من يقوم بعذري، وعذرت فلانًا فيما صنع، أي: قمت بعذره، فعلى هذا معنى قوله: {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} أي: قيام منا بعذر أنفسنا إلى الله، فإنا إذا طولبنا بإقامة النهي عن المنكر، قلنا: قد فعلنا، فنكون بذلك معذورين. وقال الأزهري: (المعذرة اسم على مفعلة من عذر يعذر، وأقيم مقام الاعتذار، كأنهم قالوا: موعظتنا اعتذار إلى ربنا، فأقيم الاسم مقام الاعتذار، يقال: اعتذر فلان اعتذارًا وعذرة (?) ومعذرة من ذنبه فعذرته) (?).

وذكرنا معنى الاعتذار وأصله (?) في اللغة في سورة براءة عند قوله (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015