قال ابن عباس: "ثم حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على طعمة بالقطع، فخاف على نفسه الفضيحة، فهرب إلى مكة ولحق بالمشركين، ونزل قوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} أي: يخالفه" (?).
وقوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} قال ابن عباس: "يريد الإيمان بالله ورسوله" (?).
وقال الزجاج: لأن طعمة هذا كان قد تبين له بما أوحى الله عز وجل في أمره، وأظهر من سرقته، من الآية ما فيه بلاغ، فعادى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصار إلى مكة (?).
وقال غيره: قوله تعالى: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} تفحيش لحال طعمة، وبيان أنه معاند للرسول ومخالف بعد ثبوت الحجة وقيام الدليل (?).
وقوله تعالى: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} قال ابن عباس: "يريد غير دين الموحدين". وذلك أن طعمة ترك دين الإسلام، وخالف المسلمين، واتبع دين أهل مكة، عبادة الأوثان (?).
قال العلماء: هذه الآية من أقوى الحجج على صحة الإجماع (?)،