وإجماع أهل اللغة أن الركس والإركاس بمعنى، وأن تأويله النَّكس والرد، والمنكوس والمركوس واحد (?).
قال الزجاج: تأويل ركسهم في اللغة (?): نكسهم وردهم (?)، والمعنى: أنه ردهم إلى حكم الكفار من الذل والصغار والسبي والقتل {بِمَا كَسَبُوا} أي بما أظهروا من الارتداد بعدما كانوا على النفاق، وذلك أن المنافق ما دام متمسكًا في الظاهر بالشهادتين لم يكن لنا سبيل إلى دمائهم، وكذلك فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان قد أعلم بنفاق المنافقين، وذكر عددهم لحذيفة (?)، وعاش خلق بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أظهروا الارتداد عادوا إلى حكم الكفار، وهذا معنى قوله: {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}.
وقوله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ}.
قال ابن عباس: "يريد تُرشدوا من لم يرشده الله" (?).
ومعنى هذا أنه ليس إليكم هداية من أضل الله، وهؤلاء ممن ضلهم الله فلا يرشدهم أحد.
وقال الزجاج: [أي أتقولون] (?) إنَّ هؤلاء مهتدون والله جل وعز قد أضلهم (?).