التفسير البسيط (صفحة 2820)

وقوله تعالى: {وَلَوِ افْتَدَى بِهِ}.

قال الفرّاء (?): الواو زائدةٌ، كهي في قوله: {وَلِيَكوُنَ مِنَ المُوقِنِينَ} [الأنعام: 75]؛ المعنى: لن يُقَبلَ مِن أحَدِهم مِلْءُ الأرضِ ذهبًا، لو افتدى به.

وغَلّطَهُ الزجاجُ وغيرُه (?)، وقالوا: الواو ههنا للعطف؛ لأن المعنى: لو (?) عمل مِنَ الخَيْرِ، وقَدَّمَ مِلْءَ الأرضِ ذهبًا؛ يتقرب به الله عز وجل، لم ينفعه ذلك مع كفره، ولو افتدى من العذابِ بِمِلْءِ الأرضِ ذهبًا، لم يُقْبَل منه. فالواو دخلت لفعلٍ مُضْمَرٍ، وهو (?): (القَبُولُ)؛ أي: ولا يُقبل منه لو افتدى به (?).

قال ابن الأنباري: وهذا آكَدُ في التغليظ عليهم، إذْ كانوا لا يُقبل منهم [مِلْء الأرضِ ذَهَبًا، على جهة الصَّدَقَةِ والتَّقْرُّبِ إلى الله جل وعز، ولا يُقبل منهم] (?) أيضًا على جهة فِدْيَةٍ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015