خاب من دساها، أي نقصها وأخفاها بترك عمل البر، وركوب المعَاصي، والفاجر أبدًا خَفىُّ المكان زَمِرُ (?) المروءة، غامض الشخص، ناكِسُ الرأس، وكأن النَّطِف (?) بارتكاب الفواحش دسَّ نفسه وقُمَعَها، ومُصْطَنِع المعروف شهر نفسه ورفعها، وكانت أجواد العرب تنزل الرُبَى (?)، وأيفاع (?) الأرض لتشهر أماكنها للمُعْتفين، وتُوقد النيران في الليل للطارقين، وكانت اللئام تنزل الأولاج (?)، والأطراف والأهضام (?) لتخفي أماكنها على الطالبين، فأولئك أعلَوْا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفَوْ أنفسهم ودسوهَا، وأنشد (?):
وبَوَّأْتَ بيتَكَ في مَعْلَمٍ ... رَحِيبِ المَبَاءَةِ والمُسْرَح
كَفَيْتَ العُفَاةَ طلابَ القِرى ... ونَبْحَ الكِلاب لِمُسْتَنْبح (?) (?)