التفسير البسيط (صفحة 11524)

31

وقال أبو إسحاق: أي إنما يعملون ما يحتاجون إليه في معايشهم، وقد نبذوا أمر الآخرة وراء ظهورهم (?)، وهذا معنى قول الكلبي، وذكر الفراء القولين (?).

ثم عزّى نبيه -صلى الله عليه وسلم-، قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} أي أنه عالم بهم فهو يجازيهم بما يستحقون {وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}، قال ابن عباس: يريد قبل أن يخلق الخلائق (?). والمعنى أنه أعلم بالفريقين لأنه علمهما قبل خلقهما فلا يذهب عليه جزاؤهما.

ثم أكد هذا المعنى بقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} قال صاحب النظم: هذا فصل معترض.

قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا} متعلق بمعنى الآية وهو قوله: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} الآية. والمعنى أنه أعلم بهم فإذا كان أعلم بهم جازى كلاًّ بما يستحقه.

واللام في قوله: {لِيَجْزِيَ} لام العاقبة (?)، وهو أن علمه بالفريقين أدى إلى جزائهم باستحقاقهم.

31 - وقوله: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إخبار عن قدرته وسعة ملكه؛ وهذا فيما يؤكد الجزاء, لأنه إنما يقدر على مجازاة المحسن والمسيء إذا كان كثير الملك واسع المقدرة، ثم أن هذه المعاني، وهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015