بتحديد وتحديق، كما ينظر الشاخص بصره عند الموت من شدَّة العداوة (?).
وقال أبو إسحاق: إنما ذكر ذلك لأنهم منافقون يكرهون القتال؛ لأنهم إذا قعدوا عنه ظهر نفاقهم فخافوا على أنفسهم القتل (?).
قوله: {فَأَوْلَى لَهُمْ} فيه مذاهب ثلاثة:
قال قتادة: هذا وعيد لهم وانقطع الكلام (?)، ونحو هذا قال مقاتل والكلبي (?)، واختاره الزجاج وابن قتيبة (?)، وهو قول أكثر أهل اللغة (?)، واختلفوا لم صارت هذه الكلمة للتهديد؟ فقال الأصمعي: معنى قولهم في التهديد: أولى لك، وليك وقاربك ما تكره وأنشد:
فَعَادى بَينَ هَادِيَتَيْنِ مِنْهَا ... وأَوْلَى أَن يَزيدَ عَلَى الثَّلاثِ (?)
أي: قاربك أن يزيد على الثلاث.
قال ثعلب: ولم يقل أحد في (أولى لك) أحسن مما قال الأصمعي (?)، وأبو إسحاق يختار هذا القول، ويقول: المعنى: وليهم المكروه (?).
قال أبو العباس: وقال غير الأصمعي: (أولى) يقولها الرجل لآخر