ونحو هذا قول الكلبي {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} يقول: الرجعة إلى الدنيا، {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} بعد الموت (?). وقال عطية: وأني لهم الرد حين لا رد، والتوبة حين لا توبة (?).
وقال مقاتل: من أين لهم التوبة حين لا توبة [وقال مقاتل: من أين لهم التوبة] (?) عند نزول العذاب (?). {مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} من الدنيا، وهذا كله معنى. وتفسير التناوش ما ذكره أصحاب المعاني.
53 - وقوله: {وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ} واو الحال، أي: كيف يبلغون إلى التوبة وقد كانوا كافرين بمحمد والقرآن في الدنيا قبل نزول العذاب وقبل ما عاينوا من الأهوال.
وقوله: {وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} قال مجاهد: يرمون محمدً بالظن [لا باليقين] (?)، وهو قولهم: إنه ساحر وكاهن وشاعر (?). واختار الفراء هذا القول فقال: يقولون ليس بنبي، وقد باعدهم الله أن يعلموا ذلك؛ لأنه لا علم لهم إنما يقولون بالظن (?). فعلى هذا الغيب الظن، وهو ما غاب علمه عنهم، والمكان البعيد: بعدهم عن علم ما يقولون.