وقال قتادة: إنك إذا نظرت عن يمينك وعن (?) شمالك أو من بين يديك أو من خلفك كانت السماء والأرض (?).
ثم هددهم فقال: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ} فتبتلعهم. {أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا} يعني: جانبًا. {مِنَ السَّمَاءِ} فيهلكهم. والمعنى أنهم حيث كانوا فإن أرضي وسمائي محيطة بهم، أنا القادر عليهم لا يعجزونني، إن شئت خسفت بهم أرضي، وإن شئت أسقطت عليهم قطعة من السماء، أفلا يعتبرون ولا يخافون.
وأدغم الكسائي (?) وحده الفاء من قوله: {نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ}. قال أبو علي: (إدغام الفاء في الباء لا يجوز، فإن جاز إدغام الباء في الفاء نحو: أذهب في ذلك، وذلك أن الفاء من باطن الشفة السفلى وأطراف الشفايا العليا، فانحدرت الصوت إلى الفم حتى اتصلت بمخرج الباء صارت بمنزلة حرف من موضع التاء، فلم يجز إدغامها في الباء كما لا يجوز إدغام التاء فيه؛ لزيادة صوت الفاء على صوت التاء. وكذلك الباء (?) أدغمت في الميم نحو: اصحب مطرًا، وإن لم تدغم هي في الباء نحو: اضمم بكرا، لما فيها من زيادة الغنة التي ليست في التاء. وكذلك الراء لم تدغم في اللام نحو: احتر ليلة، وإن كانت اللام أدغمت في الراء نحو: اغسل راحتك، فما كان من الحروف فيه زيادة وصوت لم يجز إدغامه في مقاربه العادي من تلك، كذلك الفاء مع الباء.