موضح إذا نصبًا بمزقتم) (?) وهو عندي ممتنع لما ذكرت لك. ومثل هذا عندي قوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} (?) الآية، وقد تقدم الكلام فيها.
8 - قوله تعالى: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} هذا أيضًا من قول الكفار بعضهم لبعض، قالوا: افترى محمد على الله كذبًا حين زعم أنا نبعث بعد الموت، والألف في {أَفْتَرَى} ألف الاستفهاء، وهو استفهام تعجب وإنكار {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ} يقولون: أزعم كذبًا أم به جنون، فرد الله عليهم فقال: {بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} أي: ليس الأمر على ما قالوا من الافتراء والجنون، هم لأجل ما قالوا {فِي الْعَذَابِ} في الآخرة، {وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ} من الحق في الدنيا. وهذا الذي ذكرنا قول ابن عباس ومقاتل والكلبي (?).
9 - وفي هذه الآية وعظهم وخوفهم ليعتبروا فقال: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} قال مقاتل: وذلك أن الإنسان حيث ما نظر رأى السماء والأرض، إن نظر قدامه وإن نظر خلفه (?).