وقال الفراء: تحبسانها عن أن تشذ وتذهب، قال: ولا يجوز أن يقال: ذدت الرجل، إذا حبسته، وإنما كان الذياد حبسًا للغنم؛ لأن الغنم إذا أراد شيء منها أن يشذ ويذهب فرددته فذلك: ذود، وهو: الحبس (?). والقول هو الأول؛ لقوله: {قَالَ مَا خَطْبُكُمَا} (?) قال محمد بن إسحاق: ما شأنكما لا تسقيان (?).
وقال أبو إسحاق: أي ما أمركما (?). ومعناه: ما تخطبان، أي: ما تريدان بذودكما غنمكما عن الماء (?). فلولا أنهما كانتا تحبسان غنمهما عن الماء في وقت السقي ما سألهما موسى عن شأنهما، ألا ترى أن في جوابهما دليلًا على أنه سألهما عن السبب في ترك السقي مع الناس، وهو قوله: {قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} وقرئ (يَصْدُرَ) (?) من: صَدَر، وهو