إن شاء الله عزَّ وجلَّ.
ومما يتعلق بالحكم الأول: وهو التقوى أنها مذكورة في قوله عزَّ وجلَّ {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [سورة البقرة: 177] الآية.
ثم قال الله عزَّ وجلَّ {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [سورة يونس: 62 - 63] فنقول: من أتى بما في الآية الأولى من الإيمان والإسلام فهو متقى، والمتقي (أ) وليُّ الله عزَّ وجلَّ، فصار معنى قوله عليه الصلاة والسلام: "اتق الله حيث ما كنت" كن وليًّا لله بتقواك إياه.
وفيه دليل على أن الولاية (ب) مكتسبة، وإلا لم يصحَّ الأمر بها، ولا يجيء في النبوة مثل ذلك لأن النبوة ولاية خاصة كاملة، لكن الجمهور على أنهما موهوبتان (جـ) من الله عز وحل لا مكتسبتان، والتحقيق أنهما موهوبتان (جـ) من فضل الله عزَّ وجلَّ، وهو مرتب على زكاء النفس وصلاح (د) العمل كالرزق هو من فضل الله عزَّ وجلَّ، وهو مرتب على الأسباب، والاكتساب الَّذي جرت به العادة في حصول الرزق، وكما قال الله