عزَّ وجلَّ {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [سورة الملك: 15] وقال {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا} [سورة السجدة: 24] وقال الله عزَّ وجلَّ {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [سورة الأنبياء: 90] يعني الأنبياء المذكورين في سورتهم، علَّل ما مَنَّ به عليهم بمسارعتهم في الخيرات وما بعده.
ومن شعر أبي الدرداء في التقوى (أ):
يريد المرءُ أن يعطَى مُناه ... ويأبَى اللهُ إلا ما أَرادَا
يقول المرءُ: فائِدَتِي وَمَالِي ... وَتَقوَى اللهِ أفضلُ ما استَفَادَا (?)
وأما قول الترمذي حديث حسن صحيح فهو مشكل على اصطلاحه،
لأنه قد ذكر في كتاب العلل من جامعه (?): أنَّه يريد بالحسن ما ليس في إسناده من يتهم بالكذب، ولا يكون شاذا، ويروى مع ذلك من غير وجه.
والصحيح عنده وعند غيره: ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه.
ثم إن الترمذي كثيرًا ما يقول في كتابه: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وهذا ينافي اشتراطه في الحسن أن يكون قد روي من غير وجه.
والذي أجيب عن قول الترمذي حديث حسن صحيح فيما يُعلم وجهان: