وأشار إليه تعالى بقوله: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} .
ولما قال بعضهم: هو شعر قال الله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} ، وقال: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ} فالضمائر كلها تعود إلى هذا المقروء الموجود في المصاحف، وهو بلا شك متكون من سور وآيات، وكلمات وحروف {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} لأن الذي ليس كذلك لا يقال إنه شعر ولا مفترى.
وقد افتتح الله منه تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة، وهى: (الم) ست سور، و (المص) و (المر) و (الر) خمس سور، و (كهيعص) و (طه) و (طسم) سورتين، و (طس) و (يس) و (حم) ست سور، و (حم عسق) و (ق) و (ص) و (ن) .
وهذا دليل على أنه حروف مركبة من جنس هذه الحروف، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف منه عشر حسنات، ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة» .
وفي المسند وسنن أبي داود وغيرهما عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: