بالكلام النفسي، فإنا نشاهد للقران فاتحة هي: أم القرآن، وخاتمة هي: سورة الناس، فتحقق أن له أول وآخر، مع الاعتقاد بأن كلام الله من حيث هو لا يتناهى، ولو كتب بمياه البحار كما سبق.
وهذا القرآن له أجزاء وأبعاض، والجزء: البعض والقطعة من الشيء، وقد جزئ القرآن ثلاثين جزءا، ويدل ذلك على أنه عين المشاهد المحسوس، خلافا للأشاعرة ونحوهم الزاعمين أنه معنوي، وأن الموجود عبارة أو حكاية عنه.
(ج) قوله: (متلو بالألسنة ... ) إلخ. أي: لا يخرج بهذه الأفعال عن كونه كلام الله، وكذا لا يخرج بنقله من صحيفة أو كتابته في لوح أو نحو ذلك، وكل هذا رد على أهل الحكاية والعبارة.
(د) أما المحكم والمتشابه فسبق أن المحكم هو: المثبت الظاهر المفهوم لكل ذي فهم سليم، وهو الذي يجب العمل به واتباعه، كآيات العبادات، والمعاملات، والعقود، والأمثال، والقصص ونحوها.
وأن المتشابه: ما قد يشتبه ظاهره، أو يخفى المراد منه، وأن الواجب أن يقال: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} .
وأما الناسخ والمنسوخ: فقد قال تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} ، والنسخ هو: رفع حكم الآية السابقة، أو