حكمها ولفظها، أو لفظها دون حكمها، بآية متأخرة بعدها، وقد رفع بعض الآيات التي نزلت أولا، وأبدلت بمثلها أو خير منها، لحكمة تقتضي ذلك، ونسخ بعض ألفاظ آيات دون حكمها، كآية الرجم.
فالناسخ هو: الآيات الثابتة، التي نزلت متأخرة بحكم جديد، رفع بها حكم آيات سبقتها بالنزول.
والمنسوخ هو: الآيات التي رفع حكم العمل بها.
وأما العام والخاص فهو: ما حكمه عام لكل المكلفين، أو خاص بالذكور دون الإناث، أو البالغين أو نحو ذلك.
وأما الأمر والنهي: فالمراد: طلب الفعل أو الكف. وأمثلة هذه الأمور وأحكامها في أصول الفقه.
(هـ) وفائدة ذكر هذه الأمور هنا ليتأكد أن كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو الموجود المحفوظ، فإنه مشتمل على أحكام وتعاليم للأمة؛ وليعرف أيضا أننا مأمورون باتباعه، والعمل بما فيه.
(و) أما قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} ففيه وصف هذا القرآن بهذه الأوصاف العظيمة:
أولا: كونه عزيزا: أي رفيع القدر والمنزلة، فإن فضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.