تجهروا له بالسوء من القول إلاَّ من ظُلم.
وقال ابن كثير: وقوله: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} أي: إن تُظهروا أيها الناس خيراً أو أخفيتموه، أو عفوتم عمَّن أساء إليكم، فإن ذلك مما يقربِّكم عند الله ويجزل ثوابكم لديه، فإنَّ من صفاته تعالى أن يعفوَ عن عباده مع قدرته على عقابهم، ولهذا قال: {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} ولهذا وردَ في الأثر: أنَّ حملة العرش يُسبِّحون الله فيقول بعضهم: سبحانك على حلمك بعد علمك، ويقول بعضهم: سبحانك على عفوك بعد مقدرتك. وفي الحديث الصحيح: "ما نقص مالٌ من صدقةٍ، ولا زادَ الله عبداً بعفوٍ إلاَّ عزاً ومن تواضع لله رفعه".
{ِوَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النور: 22] .
وَقَوْلُهُ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] ، وَقَوْلُهُ عَنْ إِبْلِيسَ: {فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] .
قوله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22] ، وأول الآية {وَلا يَأْتَلِ} أي: لا يحلف، {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} .
قال ابن جرير: يقول: {وَلْيَعْفُوا} عمَّا كان منهم إليهم من جُرم،