به ومعصيتِه إيَّاه، ثمَّ إحلالهُ العقوبةَ على غِرَّةٍ وغفلةٍ.

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 15 - 16] قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: إن هؤلاء المكذبين بالله ورسوله والوعد والوعيد يمكرون مكراً، وقوله: {وَأَكِيدُ كَيْدًا} يقول وأمكر مكراً، ومكره جلَّ ثناؤه بهم إملاؤه إياهم على معصيتهم وكفرهم به.

وقَوْلُهُ: {إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149] .

وقال البغوي: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا} يخافون النبي - صلى الله عليه وسلم - ويظهرون ما هم على خلافه، {وَأَكِيدُ كَيْدًا} وكيد الله استدرجه إياهم من حيث لا يعلمون.

قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149] ، قال ابن جرير: يعني بذلك جلَّ ثناؤه {إِنْ تُبْدُوا} أيها الناس {خَيْرَا} يقول: إن تقولوا جميلاً من القول لمن أحسن إليكم، فتُظهروا ذلك شكراً منكم له على ما كان منه من حَسَنٍ إليكم، {أَوْ تُخْفُوهُ} يقول: أو تتركوا إظهار ذلك فلا تُبدوه، {أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ} يقول: أو تصفحوا لمن أساء إليكم عن إساءته، فلا تجهروا له بالسوء من القول الذي قد أذنتُ لكم أن تجهروا له به {فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا} يقول: لم يزل ذا عفوٍ عن خلقه، يصفح لهم عمَّن عصاه، وخالف أمره، {قَدِيرًا} يقول: ذا قدرةٍ على الانتقام منهم، وإنما يعني بذلك: أن الله لم يزل ذا عفوٍ عن عباده مع قدرته على عقابهم على معصيتهم إياه، يقول: فاعفوا أنتم أيضاً أيها الناس عمن أتى إليكم ظلماً، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015