وذلك كجُرمِ مِسطحٍ إلى أبي بكر، في إشاعته على ابنته عائشة ما أشاع من الإفك، {وَلْيَصْفَحُوا} يقول: وليتركوا عقوبته على ذلك بحرمانهم ما كانوا يؤتونهم قبل ذلك، ولكن ليعودوا لهم إلى مثل الذي كانوا لهم عليه من الإفضال عليهم، {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} يقول: ألا تحبون أن يستر الله عليكم ذنوبكم، بإفضالكم عليهم، فيترك عقوبتكم عليها {وَاللَّهُ غَفُورٌ} لذنوب من أطاعه، واتبع أمره {رَّحِيمِ} بهم أن يعذبهم مع اتباعهم أمره وطاعتهم إياه على ما كانت لهم من زلة وهفوة، قد استغفروه منها، وتابوا إليه من فعلها.