وروي أنها دابة مزغبة شعراً، ذات قوائم، طولها ستون ذراعاً ويقال: إنها الجساسة، وهو قول عبد الله بن عمر، وروي عن ابن عمر أنها على خلقة الآدميين، وهي في السحاب، وقوائمها في الأرض، وروي أنها جُمعت من خلق كل حيوان، وذكر الماوردي والثعلبي، رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيِّل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصل ومفصل اثنا عشر ذراعاً، قال الزمخشري: بذراع آدم عليه السلام، ويكون معها عصا موسى، وخاتم سليمان، فتنكت في وجه المسلم بعصا موسى نكتةً بيضاء فيبيض وجهه، وتنكت في وجه الكافر بخاتم سليمان عليه السلام فيسود وجهه، قاله ابن الزبير -رضي الله عنهما-.

وفي كتاب النقاش عن ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- إن الدابة الثعبان المشرف على جدار الكعبة التي اقتلعتها العقاب حين أرادت قريش بناء الكعبة، وحكى الماوردي عن محمد بن كعب عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه سئل عن الدابة فقال: أما والله ما لها ذنب، وإن لها للحية.

قال الماوردي: وفي هذا القول منه إشارة على أنها من الإنس، وإن لم يصرح به ..

لم يأتِ في وصفها أو جنسها نص ملزم، الله -جل وعلا- ذكرها، وذكرها النبي عليه الصلاة والسلام، ولم يذكر من أوصافها ولا من جنسها، وعادة المفسرين وبعض شراح الحديث -وهم في التفاسير أكثر-، تتبع مثل هذه الأمور، ونقلها وجمعها واستقصاؤها مما لا يثبت به خبر، فالوقوف عن ما جاء عن الله وعن رسوله هو الأحرى، فالمسلم لا سيما طالب العلم يحقق ما وجد مثل هذه الأوصاف، رأسها رأس ثور، وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل .. الخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015