فالأصل أنهم لا يَسمعون ولا يُسمعون، ولكن جاء في النصوص ما يدل على شيء يسير من ذلك مستثنى من هذا العام، كما في قصة القليب وأنهم سمعوا، وأن الميت لا يسمع قرب نعالهم، وما أشبه ذلك، لكن لا يعني أن كل من ذهب إلى صاحب قبر أنه يسمع كلامه، يا فلان يا فلان، يسمع كلامه، لا يسمع، وقل في مثل هذا العكس.
أما بالنسبة للنبي عليه الصلاة والسلام فترد روحه، وأما بالنسبة لغيره فيحصل الأجر بالسلام، وكونه يجيب أو لا يجيب هذه مسألة الله أعلم بها، كونها ترد الروح هذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام.
طالب:. . . . . . . . .
معروف، هذا الشريط الذي سمع من روسيا، وأنهم سجلوا أصوات، وزعموا أنها أصوات أموات يعذبون، وأنهم نفوا ذلك فيما بعد، نفوه نفياً قاطعاً، وحجبوا الشريط ومنعوا تداوله، على كل حال كل هذا من شطط الكفار الذين يريدون تشكيكنا في ديننا، وما جاءنا عن نبينا عليه الصلاة والسلام ((لولا أن لا تدافنوا -يعني من كثرة الأموات-لأسمعتكم)) فدل على أن هذا ليس بالإمكان سماعه إلا على طريقة خرق العادة للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد يكون هناك موعظة لشخصٍ بعينه يتعظ بها فيخرق الله له هذه العادة فيسمع شيئاً من هذا، أما الأصل أنه لا يسمع ولا يُسمع.
طالب:. . . . . . . . .
كل هذا إما أن يكون رؤى أو منامات كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في أهوال القبور، أو يكون من باب الاعتبار والاتعاظ لشخصٍ بعينه، أراد الله له هذه الموعظة ليعتبر ويدكر، كما حصل لبعض من دفن ميته ثم عاد إليه؛ لأنه وقع بقبره شيء، فوجده يعذب، يعني هذه خوارق نادرة لا يعمم الحكم بها.
قوله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} [(81) سورة النمل]، أي كفرهم، أي ليس في وسعك خلق الإيمان في قلوبهم، وقرأ حمزة: {وما أنت تهدي العمي عن ضلالتهم} ...
{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ} هذه هداية التوفيق والقبول التي لا يملكها إلا الله -جل وعلا-، وأما هداية الدلالة والإرشاد فهي له عليه الصلاة والسلام: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [(52) سورة الشورى]، له ولأتباعه من دعاة الحق.