المقصود أن اللباس يتطور ويخشى أن يزيد تطوره على حد زعمهم إلى أن يصل إلى لا شيء، وكثير من نساء المسلمين الآن في أسواقهم وفي محافلهم تمشي كاسيةً عارية –نسأل الله السلامة والعافية-، وبعض النساء بلباسها أشد فتنةً من عدمه، وهذا القرطبي يتوجّع مما حصل في زمانه قبل سبعمائة سنة، فكيف لو رأى ما عليه نساء المسلمين اليوم حتى من نساء من ينتسب إلى العلم، أو منهن من تنتسب إلى العلم؟ فكيف إذا كان هذا موجوداً في أقدس البقاع، يعني في الحرمين وما حواليهما وفي المساجد، وقد تأتي المرأة لصلاة التهجد في العشر الأواخر ومع ذلك متبرجة ومتطيبة ومع سائقٍ أجنبي، هذا تناقض وتنافر شديد، لو جلست في بيتها ولم تصل كان أفضل لها، فكيف إذا صلت في بيتها وبيتها خير لها –والله المستعان-.
السابعة: خرج أبو داود الطيالسي في مسنده، حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال: ((من دخل سوقاً من هذه الأسواق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له قصراً في الجنة)) خرجه الترمذي أيضاً وزاد بعد: ((ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، وبنى له بيتاً في الجنة)) وقال: هذا حديث غريب.
هذا حديث السوق مضعف عند أهل العلم، أكثر أهل العلم على تضعيفه، وبعضهم يجعله من قبيل الحسن، لا سيما في مثل هذا الباب الذي هو باب الترغيب لا يشتمل على حكم شرعي، وإنما هو من باب الفضائل التي يقبل فيها مثل هذا عند الجمهور.
قال ابن العربي: وهذا إذا لم يقصد في تلك البقعة سواه؛ ليعمرها بالطاعة إذ عمرت بالمعصية، وليحليها بالذكر إذا عطلت بالغفلة، وليعلم الجهلة، ويذكر الناسين.