يبقى أن الأصل هو فعل الأسباب، وأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، لا بد من بذل الأسباب، لكن كون هذه العادة المضطردة قد تُخرق لبعض الناس فيحصل له رزق بدون سبب، هذا لا شك أنه على خلاف الأصل إنما وجد لحاجة لنفس من حصلت على يديه، أو لتثبيت من يتبعه من أجل أن تُصدّق دعوته، وهذه الأمور التي تخرق العادات إن اقترنت بدعوى النبوة فهي المعجزة، وإن كانت على يد من هو على سنن الكتاب والسنة -على الجادة- فهي الكرامة وإلا فهي من الخوارق الشيطانية التي تحصل على يد بعض الناس مع مخالفتهم للكتاب والسنة من أجل الابتلاء بهم والامتحان، والله المستعان.
هيهات هيهات، لا يقال: فقد قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [(22) سورة الذاريات] فإنا نقول: صدق الله العظيم، وصدق رسوله الكريم، وأن الرزق هنا المطر بإجماع أهل التأويل، بدليل قوله: {وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا} [(13) سورة غافر] وقال: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [(9) سورة ق] ولم يشاهد ينزل من السماء على الخلق أطباق الخبز ولا جفان اللحم، بل الأسباب أصل في وجود ذلك، وهو معنى قوله -عليه السلام-: ((اطلبوا الرزق في خبايا الأرض)) أي بالحرث والحفر والغرس.
إيش قال عنه؟
طالب: قال: واهٍ بمرة، أخرجه أبو يعلى والديلمي وابن حبان في المجروحين من حديث عائشة ومداره على هشام بن عبد الله قال ابن حبان: يروي ما لا أصل له، وقال النسائي: هذا حديث منكر، وقال ابن الجوزي: قال ابن طاهر: لا أصل له، إنما هو من كلام عروة، والألباني في الضعيفة قال منكر.