يعني بمعنى أن تكون الدولة للمسلمين، وإن وجد فيها بعض ما ينكد ويخالف هذا الأمن من وجه لأسبابه التي رتّب عليها؛ لأن النصر مشروط {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [(7) سورة محمد] والأمن مشروط {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النور] فإذا وجد الشرك في بلد اختل هذا الأمن بقدر وجوده، وإذا ضعف التوحيد في بلد ضعف الأمن بقدر ضعفه، فلا بد من تحقق الشرط ليترتب عليه المشروط.
ومعروف أنه في زمن علي -رضي الله تعالى عنه- وجد شيء من الغلو به، ووجد من طوائف الغلاة الذي غلوا به وألهوه من دون الله، فلا بد أن يختل الأمن بسبب هذا، لا بد من أن يختل الأمن بسبب مثل هذا {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} فمتى حقق التوحيد وانتفى الشرك حصل الأمن، وإذا اختل شيء من هذا اختل الأمن بقدره {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ} [(82) سورة الأنعام] والمراد بذلك الشرك. نسأل الله العافية.
طالب: خلافة الحسن؟
الشيخ: ستة أشهر؟ تكمل الثلاثين.
طالب: الأمن هنا المراد به الأمن على النفس أم العرض أم الدين أم ماذا؟
الشيخ: الأمن من جميع وجوهه، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ} لم يخلطوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن يعني التام، من كل وجه.
ثم قال في آخر كلامه: وحقيقة الحال أنهم كانوا مقهورين فصاروا قاهرين، وكانوا مطلوبين فصاروا طالبين، فهذا نهاية الأمن والعز.