فأوقع {بين} على الدخول وهو واحد لاشتماله على مواضع، وكما تقول: ما زلت أدور بين الكوفة؛ لأن الكوفة أماكن كثيرة، قاله الزجاج وغيره ..
يعني بين أحيائها، وأحياؤها متعددة.
وزعم الأصمعي أن هذا لا يجوز، وكان يروي: بين الدخول وحومل.
{ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا} أي مجتمعاً، يركب بعضه بعضاً، كقوله تعالى: {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاء سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} [(44) سورة الطور] والركم: جمع الشيء، يقال منه: ركم الشيء يركمه ركماً إذا جمعه، وألقى بعضه على بعض، وارتكم الشيء وتراكم إذا اجتمع، والركمة: الطين المجموع، والركام: الرمل المتراكم، وكذلك السحاب وما أشبهه، ومرتكم الطريق (بفتح الكاف): جادته.
{فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [(43) سورة النور] في {الودق} قولان: أحدهما: أنه البرق، قاله أبو الأشهب العقيلي، ومنه قول الشاعر:
أثرنا عجاجةً وخرجن منها ... خروج الودق من خلل السحاب
الثاني: أنه المطر، قاله الجمهور، ومنه قول الشاعر:
فلا مزنة ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل إبقالها
وقال امرؤ القيس:
فدمعهما ودق وسحٌ وديمةٌ ... وسكب وتوكاف وتنهملان
يقال: ودقت السحابة فهي وادقة، وودق المطر يدق ودقاً: أي قطر، وودقت إليه: دنوت منه، وفي المثل: ودق العير إلى الماء: أي دنا منه، يضرب لمن خضع للشيء لحرصه عليه، والموضع مودق، وودقت به ودقاً استأنست به، ويقال لذات الحافر إذا أرادت الفحل: ودقت تدق ودقاً، وأودقت واستودقت، وأتان ودوق، وفرس ودوق، ووديق أيضاً، وبها وداق ..
الأتان عند العامة إذا أرادت الفحل هنا يقال: ودقت الأتان يعني كالفرس، يعني: أرادت الفحل الضراب، فعند العامة إيش يسمونه؟ ها يا أبو عبد الله؟! الأتان إذا أرادت الفحل؟ لا تدري أيضاً، ما يقبل منك هذا، هو ما في غيرك؟!.
طالب: صارف.
الشيخ: لا الصارف العنز أو الشاة، هذا في الغنم يقال: صارف، وفي البقر: معطي، وفي الإبل يقولون ماذا؟
طالب: معشر
الشيخ: لا ما هي معشر، مجسر، مجسر، وفي الأتان؟
هنا جعلها من ذوات الحافر فهي كذلك فحكمها حكم الفرس، لكن الاستعمال غير هذا، يعني وإن كان الاستعمال أحياناً يكون خطأ، هم يقولون: طالب.