يعني ما يمنع أن يكون (الحق) منصوب على القراءتين.
يكون {دينهم} بدلاً من الحق، وعلى قراءة العامة {دينهم الحق} يكون {الحق} نعتاً لدينهم، والمعنى حسن؛ لأن الله -عز وجل- ذكر المسيئين وأعلم أنه يجازيهم بالحق، كما قال الله -عز وجل-: {وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ} [(17) سورة سبأ] لأن مجازاة الله -عز وجل- للكافر والمسيء بالحق والعدل، ومجازاته للمحسن بالإحسان والفضل ..
فهو حق وزيادة، فالحق موجود للمحسن والمسيء، المسيء بالعدل، والمحسن بالفضل، والحق موجود في الطرفين.
{وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} [(25) سورة النور] اسمان من أسمائه -سبحانه وتعالى-، وقد ذكرناهما في غير موضع، وخاصة في الكتاب الأسنى.
يعني في شرح الأسماء الحسنى للمؤلف، للمفسر.
قوله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [(26) سورة النور]، قال ابن زيد: المعنى الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال، وكذا الخبيثون للخبيثات، وكذا الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات.
وهذا ظاهر السياق في الآيات.
وقال مجاهد وابن جبير وعطاء وأكثر المفسرين: المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس، والطيبون من الناس للطيبات من القول.
وهذا يؤيده مجيء هذه الآية بعد القذف، والقذف كلام خبيث، لا يناسب إلا الخبيثين من الرجال، من الناس، وكذلك الكلام الطيب يناسب الطيبين من الرجال.