{خَلَقَ الْإِنسَانَ} [(14) سورة الرحمن] أصله، وهو آدم -عليه السلام- {مِن صَلْصَالٍ} يعني هل كل إنسان من المتقدمين أو من المتأخرين خلق من صلصال؟ كيف يخلق الإنسان؟ معروف خلق الإنسان بدايته آدم من طين، وحواء خلقت من ضلعه، وبقية الخلق من التلاقح بين الذكر والأنثى، وهنا يقول: {خَلَقَ الْإِنسَانَ} [(14) سورة الرحمن] إذا أردنا إذا قلنا: الجنس جنس الإنسان كما تقدم في الأول {خَلَقَ الْإِنسَانَ} [(3) سورة الرحمن] هناك في أول ما وضع {خَلَقَ الْإِنسَانَ} [(3) سورة الرحمن] أي الجنس, هنا {خَلَقَ الْإِنسَانَ} [(14) سورة الرحمن] آدم، نعم الله -جل وعلا- خالق آدم وخالق غير آدم، جميع الناس الله -جل وعلا- هو الذي خلقهم، لكن بهذا المتعلق {مِن صَلْصَالٍ} [(14) سورة الرحمن] يراد به آدم؛ لأن من عداه لم يخلقوا من صلصال، إنما الذي خلق من صلصال "طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نقر" إذا نقر بالأصبع ليرى هل فيه عيب؟ يسمع له صلصلة وصوت طنين من صلصال يقول: "من طين يابس يسمع له صلصلة أي صوت إذا نقر" {كَالْفَخَّارِ} [(14) سورة الرحمن] "وهو ما طبخ من الطين" وهو ما طبخ من الطين، جاء خلق آدم من تراب، ومن طين، ومن طين لازب، ومن حمأ مسنون، وهنا {مِن صَلْصَالٍ} [(14) سورة الرحمن] لأنها مرت بمراحل أولاً: التراب جمع يابس، ثم أضيف إليه ما يجعله طيناً، ثم ترك حتى صار حمأ مسنون، ثم صور، أو طبخ صار صلصال، وصور فمروره بهذه المراحل يعني ما يقال هنا يقول: {مِن صَلْصَالٍ} [(14) سورة الرحمن] وهناك {مِن تُرَابٍ} [(59) سورة آل عمران] وهناك {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [(26) سورة الحجر] هذا ليس فيه اختلاف إنما هي مراحل أولاً: تراب يابس ثم أضيف إليه ما يجعله من طين، ثم صار هذا الطين لازب يعني يلصق يتماسك ثم صور ولما جف صار كالصلصال، يعني قال: "طين يابس يسمع له صلصلة إذا نقر" {كَالْفَخَّارِ} [(14) سورة الرحمن] "وهو ما طبخ من الطين" الفخار معروف، وما زال يصنع منه بعض الأواني، يصنع منه بعض الأواني.