{خُشَّعًا} المفسر مشى على القراءة الأخرى، {خَاشعاً} يعني "ذليلاً"، وفي قراءة، أو يقول: "وفي قراءة {خُشََعا} بضم الخاء وفتح الشين المشددة" {أبصارهم} "حال من فاعل" {يخرجون} "أي الناس" {خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} وبالقراءة الأخرى {خاشعاً أَبْصَارُهُمْ}، ويجوز {خاشعة أبصارهم} بالإفراد, والجمع، والتذكير، والتأنيث، والخشوع، قالوا: هو الخضوع كما في القاموس خاضعة أبصارهم، قال في القاموس: وقيل: الخضوع للبدن، والخشوع للبصر، مع أن الخضوع يأتي بالقول كما في قوله -جل وعلا-: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} [(32) سورة الأحزاب] ليس خاصاً بالبدن كما في القاموس، على كل حال هنا يقول: {خاشعة} أو {خشعا أبصارهم} خشع جمع خاشع، و {أَبْصَارُهُمْ} فاعل لاسم الفاعل؛ لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله، {خشََعاً أبصارهم} أي ذليلة، والأثر يبدو على البصر قبل غيره، الذل والهوان والانكسار يبدو على الأبصار قبل غيرها من البدن، {خشعاً أبصارهم} يقول: حال، حال من فاعل يخرجون، يعني يخرجون حال كونهم خشعاً، أو خاشعاً على ما اختاره المؤلف، يخرجون أي الناس {من الأجداث} جمع جدث وهي "القبور"، وتقال: بالفاء جدف كأنهم جراد منتشر، "لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة! والجملة حال من فاعل يخرجون، وكذا قوله: {مهطعين}.

{كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} [(7) سورة القمر] يعني إذا نظرت إلى غوغاء الجراد عند كثرته واحدة إلى اليمين، وواحدة إلى الشمال، وواحدة إلى الأمام، وواحدة إلى الخلف، واحدة تنزل، واحدة ترتفع تصور الناس على هذه الحالة، وفي تصوير آخر {كالفراش المبثوث}، كالفراش الذي يذهب لا إلى غاية يطير يميناً وشمالاً، وينخبط، ويقع في النار، وهذا من الذهول الذي يصيب الناس.

يقول {كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ} لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة! والجملة حال من فاعل يخرجون، وكذا قوله مهطعين أي: "مسرعين مادين أعناقهم" {مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ} [(8) سورة القمر] {مهطعين} "مسرعين مادين أعناقهم" في حال ذهول شديد إذا دعاهم الداعي، مهطعين مسرعين إليه، مسرعين إليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015