{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} يوم يدعوا الداعي هو إسرافيل، وقيل: جبرائيل {يَدْعُ الدَّاعِ} قال: "هو إسرافيل وناصب يوم يخرجون بعد" وناصب يوم، {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ} [(7) سورة القمر] إلى أخره يقول: "ناصب يوم يخرجون بعد" فهو متعلق بيخرجون {إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} "بضم الكاف وسكونها - {نُّكُر} و {نُّكْر} - أي منكر تنكره النفوس لشدته وهو الحساب"، تنكره النفوس، وتنفر منه، تشمئز منه لشدته وهو الحساب، {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ} كل يخشي من هذا الحساب، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((من نوقش العذاب عذب)) وكل إنسان يخشي من هذا الحساب؛ لأن نتيجته العذاب لا محالة.

قالت عائشة -رضي الله عنها-: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [(8) سورة الانشقاق] كيف من نوقش الحساب عذب؟ يعني كل من نوقش الحساب يعذب، وهناك حساب يسير قال: ((ذلكِ العرض)) الحساب اليسير العرض وليست المناقشة الدقيقة، يعني تعرض الأمور إجمالاً يقرر بها صاحبها، ثم تبدل السيئات حسنات، وأما المناقشة على الصغير والكبير في {كِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [(49) سورة الكهف] من نوقش عذب لا محالة، فهو أمر منكر تنكره النفوس وتنفر منه وتشمئز لشدته، وإذا كانت النفوس تنفر من مناقشة المخلوقين، فكيف بمناقشة من لا تخفي عليه خافية؟ ((وما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه بغير ترجمان)) فعلت كذا، فعلت كذا فيشفق ويخشى، ولا شك أن مثل هذا أمر مهول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015