{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} [(6) سورة القمر] يعني إذا كان لا تغني فيهم النذر فلا فائدة، ولا جدوى من متابعة دعوته؛ لأن هؤلاء حكم عليهم وقضى عليهم، ولا يقول قائل: إنه دعا فلاناً أو فلاناً من قريب أو بعيد صاحب منكر فلم يستفد من وعظه، يقول: تولى عنه، اتركه هذا ما فيه فائدة، لا يقال تابع؛ لأنه ما يدريك أنه لا تغني النذر بالنسبة له، هنا جاء النص أن هؤلاء ما تغني النذر، وحينئذ تذكيرهم وعدمه سواء، لكن أنت إذا وجدت عاصياً ونصحته وأنكرت عليه ما استفاد مرة، مرتين، ثلاث أربع، عشر تابع، وفي كل مرة أنت مأجور على هذه الدعوة، وعلى هذا النصح والتذكير والإنكار، أنت مأجور على هذا وعليك بذل السبب والنتيجة بيد الله-جل وعلا-، إن كان الله يريد له هداية على يدك ((فلئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)).

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} يعني أعرض، "وهو فائدة ما قبله"؛ لإن هؤلاء لا تغني فيهم النذر ما في فائدة لا تتعب نفسك، تولى عنهم ومن أهل العلم بل أكثر المفسرين يقول: إن هذا منسوخة بآية السيف، منسوخة بأية السيف، التولي والإعراض عن الكفار هذا منسوخ بالأمر بقتالهم، ومنهم من يقول إنها محكمة، {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} يعني اتركهم بالكلية لا، أنت بذلت ما يجب عليك كمرحلة أولى وهي الدعوة، فلما لم يستجيبوا وجب قتالهم يعني أعرض عن نصحهم وتوجيههم وإرشادهم وهذه الطريقة الشرعية، أن من لا يستجيب لهذه الدعوة أولاً يدعى يعرض عليه أمور، لا يقاتل مباشرة بل يعرض عليه أمور، إما أن يستجيب للإسلام فيسلم، أو يدفع الجزية، أو يقاتل.

الآن {فتول عنهم} إن كان على قول الأكثر منسوخ بآية السيف فالمطلوب قتالهم، وإن كانت الآية محكمة فتولى عن دعوتهم وجاهدهم؛ لأنك أديت ما عليك في نصحهم وإرشادهم وتوجيههم ودعوتهم، يقول: "وتم به الكلام" {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ} وعلى عنهم ميم يعني وقف لازم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015