{الْأُخْرَى} [(20) سورة النجم] "صفة ذم للثالثة"، الأخرى صفة ذم للثالثة، منهم من يقول: إن هذا اللفظ لا يكون إلا للثاني من الشيئين، للثاني من الشيئين إذا كان هناك شيئان قيل: الأولى والأخرى، مثل جمادى الآخرة، اليد اليمنى والأخرى، الرجل اليمنى والأخرى وهكذا، ومجيئه هنا وصف للثالثة يضعف هذا القول {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ} [(20) سورة النجم] "للتين قبلها" {الْأُخْرَى} [(20) سورة النجم] "صفة ذم للثالثة"، وهي أصنام من حجارة يقول المفسر: "وهي أصنام من حجارة، كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله"، يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله، لكن أين العقول؟ والجواب في كلام عمرو بن العاص: أخذها باريها، كيف يعبدون هذه حجارة لا تنفع ولا تضر ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله؟ لماذا لا يعبدون الله -جل وعلا- مباشرة؟ قد يقول قائل: إنهم يحتقرون أنفسهم من أن يتوصلوا إلى عبادة الله -جل وعلا- بدون واسطة، ولا واسطة بين المخلوق وخالقه فيما يصعد من المخلوق إلى الخالق، والواسطة لا بد منها فيما ينزل من الخالق إلى المخلوق، يعني هل يمكن أن يوجد مخلوق يتلقى من الله -جل وعلا- دون واسطة؟ يعني جبريل والنبي -عليه الصلاة والسلام- وموسى الكليم، لكن المخلوق العادي الذي ليس من الملائكة ولا من الرسل، لا بد له من واسطة الرسل تبلغهم عن الله -جل وعلا-، أما بالنسبة لما بين المخلوق وخالقه فيما يصعد من المخلوق إلى الخالق هذا لا واسطة فيه، والواسطة شرك -نسأل الله العافية-، كما قالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [(3) سورة الزمر] لا نستطيع أن نصل بأنفسنا لا بد من الواسطة، وهنا وهي أصنام من حجارة كان المشركون يعبدونها ويزعمون أنها تشفع لهم عند الله، لكن شروط الشفاعة إذن الله للشافع، ورضاه عن المشفوع له، هذا لم يتحقق واحد منهما.