قالوا: اللات بالتخفيف، ومنهم من يقولها بالتشديد، اللاتَّ، اللاتَّ، أفرأيتم اللاتَّ، ويقولون: إنه رجل كان يلت السويق للحجاج، يلت السويق للحجاج، وكان يجلس بجوار صخرة فلما مات عبدوا هذه الصخرة، وسموها باسمه: اللاتّ، يلت السويق للحجاج، رجل محسن في وقته لكن إحسانه لا ينفعه إذ مات مشركاً، كما سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن ابن جدعان، قد أحسن على الناس بالطعام والشراب هل ينفعه ذلك؟ قال: ((لا، لم يقل يوماً من الدهر: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) ما ينتفع بهذا إذا مات على كفره، {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [(65) سورة الزمر]، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [(23) سورة الفرقان] {كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} [(18) سورة إبراهيم] لا قيمة له مع الشرك؛ لأن شرط القبول الإيمان ولم يوجد.
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ} [(19) سورة النجم] أو اللاتّ، {وَالْعُزَّى} اللات: صنم بالطائف، والعزى: بين مكة والطائف تعبد من دون الله، وقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزة لكم يوم بدر، فأجيب بماذا؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم، الله مولانا ولا مولى لكم.
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى} [(19 - 20) سورة النجم] مناة: بوادي المشلل، يهل منها المشركون إذا أرادوا الحج أو العمرة، وهي صنم أيضاً يعبد من دون الله، وأرسل النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الثلاثة وإلى غيرها مما يعبد من دون الله من يهدمها.
{وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ} [(20) سورة النجم] يعني بعد اللات والعزى الثالثة، الثالثة يعني في الذكر، يعني الذكر اللات الأولى، والعزى الثانية، ومناة الثالثة، الثالثة للتين قبلها هذا في الذكر، ولا يلزم من أن تكون دونها في المنزلة عندهم، ومنهم من يقول: إنها دون اللتين قبلها في المنزلة أيضاً فمن يعبد اللات أكثر، ومن يعبد العزى أكثر، فهي دونها في المنزلة والتعظيم -نسأل الله العافية-.