هذه الليلة {مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} أي: "العظام أي بعضها" فعلى هذا (من) تبعيضية، (من) تبعيضية، على أن الوصف .. ، الوصف يقتضي تبعيض الآيات، و (من) تقتضي تبعيض الآيات الكبرى، الوصف بالكبرى يخرج الآيات الصغرى والكبرى بعض الآيات، حتى ولو قلنا: (من) بيانية هنا، وإذا قلنا: (من) تبعيضية قلنا: إنه رأى بعض الآيات الكبرى ولم ير بعض الآيات الكبرى فضلاً عن الآيات الصغرى، "أي بعضها فرأى من عجائب الملكوت" الملكوت والجبروت والرحموت تزاد الواو والتاء للمبالغة، "رفرفاً أخضر سد أفق السماء" في سورة الرحمن في آخرها ماذا قال المفسر؟ {مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ} [(76) سورة الرحمن] نعم قال: جمع رفرفة، رفرف جمع رفرفة أي بسط أو وسائد، أي بسط أو وسائد، وهنا يقول: "رفرفاً أخضر سد أفق السماء" يعني بساط أخضر سد أفق السماء، ورأى أيضاً "جبرائيل له ستمائة جناح".
{أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى} [(19) سورة النجم] أفرأيتم: استفهام إنكاري توبيخي {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ} [(19 - 20) سورة النجم] "للتين قبلها" {الْأُخْرَى} "صفة ذم للثالثة"، أفرأيتم ومثل هذا يقول بعض المفسرين معناه: أخبروني، أفرأيتم: أخبروني، أرأيت: أخبرني، {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ} [(19) سورة النجم] اللات: صنم مشتق من الإله كما قال بعضهم أو من الله، هم يشتقون لأصنامهم من الأسماء الحسنى، فاشتقوا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان أو من غيرهما، هذا على قراءة التخفيف: اللات، وهو صنم يعبد هنا في الطائف، وراكم استغربتم؟ قريش كانت تعبد صنم، الأوس والخزرج يعبدون، تميم كلها، كل الجزيرة على هذا قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام-، خيار الأمة الذين أسلموا معه -عليه الصلاة والسلام- في أول دعوته كانوا يعبدون، يعني هذا لا يضير ولا ينقص، يعني ما هي المسألة بأن هذا يعني كونه يوجد صنم في الطائف أن هذا ذم لأهل الطائف ويوجد صنم .. ، يعني في وقته نعم ذم، لكن الآن؟ الإسلام يهدم ما كان قبله، أبو بكر حصل منه ما حصل، عمر حصل منه ما حصل، ومع ذلك هم أفضل الأمة بعد نبيها -عليه الصلاة والسلام-.